لبنا نيّا ت
حضور
ونحن يا صد يقتي لنا حضورْ
حضورنا في العالم الكبيرْ
ونحن يا صد يقتي طيورْ
نعلّم النسور أن تطيرْ
وعندنا منابعُ السرورْ
أحلامنا السماءُ والأثيرْ
وعندما تُروَّض البحورْ
وترتوي بحبنا الغزيرْ
وعندنا تُخمًّر الخمورْ
كرومُنا حدائقُ العبيرْ
واللونُ والجمالُ والبخورْ
من أرضِنا والزهرُ والحريرْ
أقلامُنا والحبرُ والسطورْ
أرجوحة للمجدِ أو سريرْ
والشمس والنجوم والعصورْ
نمسها قصائداً تصيرْ
بدوننا ألأرضُ لا تدورْ
والعدلُ لا يكونُ والضميرْ
بيروتُنا وأرزنا وصورْ
سفارةُ التاريخِِ والسفيرْ
أخبرتُ عما عند نا نُزُورْ
وظلَّ يا صديقتي كثيرْ
أسرار
شفتاكِ حنجرتا نغمْ
والصبحُ في عينيكِ د مْ
لا ترأفي بي إنما
رفقاً بأعصابِ القلمْ
عبثُ احتوائكِ شهوتي
والريحُ أيسرُ والعدمْ
شابَ الربيعُ ولم أزلْ
ما بين كلا وا لنعمْ
ما زلتُ أحلمُ نجمتي
والحلمُ لم يُزهرْ ولمْ
ويساهرانكِ خلسةً
اثنان وجهي والقِد َمْ
ثالوثُنا منه القيامةُ
واكتست منه القيمْ
سران إن أعرفْهما
لا يبقى في نفسي ند مْ
لا لستُ أفهم كيف في
عينيكِ خبأتِ الدِِّّيمْ
وإذا يداكِ تُعانقانِِِ
سماءنا جُنَّ العلمْ
بيروت
أنا بيروتُ
حدّ ق في تكاويني
ألا تذكرْ؟
أنا بيروتْ ...
أنا تاجُ السنين ...
وزورقُ المرجانِ ... والياقوت
والمرمرْ
أنا بيروتُ ... هل تذكرْ؟ ....
عروسُ عرائسِ المدنِِ ِ
وأمُّ الحرفِ .... والسفنِِ ِ
أنا وطنُ الذي يشتاقُ للوطنِ
ألا تذكرْ؟
أنا بيروتُ ... تعرفُني
فلا تنكرْ
ربيعَ الفكرِِ ... والأوتارِِِ ... والأسطرْ
أنا حُلوةْ
أنا أحلى ...
وكَم سَافرتَ في عينيَّ كي تسهرْ
وفي شَعري .... وفي صدري
إذا ما شرقنا هبَّت عليه
الريحُ .... أو أمطرْ
أنا بيروتُ ... هل تذكرْ؟ ...
وأمس أفقتُ
أمس أفقتُ
لا وجهي ولا اسمي
كما كانا ...
ولا شَعري... ولا صدري
كما كانا
رأيتُ الرعبَ يرسمُ فيّ
أشكالاً ... وألوانا ...
ولم أعرفْ سوى أنّي
ضُربتُ ... وليس من سَببِ
وكدتُ أموتُ من تعبي
وجرّوني إلى الساحاتِ
عرَّوني ....
سُلِبْتُ بكارتي منّي
أُهِنتُ ...
أُخذتُ بالظنِّ ...
أرادوني
عَروسَ الساحرِِ الأكبرْ،
عَروسِ الساحرِِ الأحمرْ ...
وساقوني
إلى الحاكمْ
زعيمِ الحمْرِ ... والبربرْ ...
ولم يدروا بأنَّ اللهَ
في بيروتَ لن يٌقهرْ ....
أنا بيروتُ ... يا اللهُ !
هل تذكُرْ؟ ...
سأبقى، رُغمَ أحزاني
ورُغمَ الجرحِ
في وجهي وإنساني،
بحجمِ الشرقِ
إنَّ الشرقَ .... أدماني
بحجمِِ الحبّ
إن الحبَّ لبناني
بِحَجم الحقِّ
إنِّ الحقّ لبناني.